الخطاب الليبرالي الكويتي، شكلا ومضمونا، بحاجة ماسة إلى إعادة نظر في الظروف الراهنة، وهي ظروف تعتبر أكثرمن مناسبة لخلق تيار ليبرالي قوي يجبر بقية التيارات الأخرى على التأقلم مع أفكاره، و ليس العكس كما نراه الآن! عملية إعادة النظر في هذا الخطاب تقودنا إلى تلمس بعض مواطن الضعف فيه·
هناك افتراض مغلوط يفيد بأن الخطاب الليبرالي الكويتي يخلو من أي بعد أيديولوجي، إلا أن أية قراءة متأنية لهذا الخطاب تؤكد على أنه خطاب مليء بعبق الماضي، و ما عبق الماضي سوى مجموعة من الرواسب السياسية و الاجتماعية و الثقافية بل حتى الدينية! سوف نتعرض لهذه المجموعة من الرواسب في مقالات لاحقة·
الخطاب الليبرالي الكويتي ما زال يعتمد على العاطفة كأسلوب للإقناع، و هو في هذه النقطة شبيه إلى حد كبير بأسلوب الخطاب الديني· كلا الخطابين يدعوانك إلى أن تتعاطف و تتأثر، لا أن تفكر و تحلل! الاختلاف بين مضمون المهرجانات الخطابية في كلا الطرفين، الديني و الليبرالي، لا يتخطى استبدال كلمة بكلمة، فبينما يصيح فريق بأعلى صوته و بحركات دراماتيكية "انظروا كيف ينالون من دين الله!!"، يردد الفريق الآخر من خلال مقاطع تراجيكوميدية "انظروا كيف ينالون من دستور البلاد!!"، و مع ذلك، لا أحد يشرح بشيء من المنطق أهمية ارتباط المستمع بهذا الشيء الذي يراد النيل منه، و مدى المصلحة المرجوة من هذا الارتباط!
إن أية محاولة لإيجاد صيغة توافقية بين مفاهيم "المحافظة" ومفاهيم "الليبرالية" مصيرها الفشل الذريع، وقد آن الوقت كي يتبنى الخطاب الليبرالي الكويتي أفكارا "ليبرالية جديدة"، و أن يتخلص في الوقت نفسه من شعارات الماضي السحيق!
ملاحظة: لقاء أوبرا مع الشيخة زين الصباح ذكرني بماريا أنطونييتا، زوجة لويس السادس عشر، و بمقولتها الشهيرة: "و لم لا يأكلون الكعك؟!" الآن فقط فهمت لمَ يكرهنا الآخرون!!
الاثنين، 6 يوليو 2009
الخطاب الليبرالي الكويتي:إعادة نظر (1)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق