الاثنين، 6 يوليو 2009

فضيلة التخلف!

تعيش في مجتمع غارق في التخلف، هذا هو قدرك··· شئت أم أبيت! تدرك هذه الحقيقة المرة، تكابد، تتألم، تصرخ، تكاد تجن، لكنك لا تستسلم! تقوم كل صباح وفي عقلك المستنير فكرة، وفي قلبك النبيل أمل، فتقبل على يومك بإرادة لا تنثني وعزم لا يلين، ثم ينقضي يوم كسائر الأيام، وتعود الى بيتك في كل ليلة حزينا متبرما، فالفكرة قد وئدت، والأمل قد اغتيل!
تأوي الى فراشك، عبثا تغلق عينيك، تتقلب باحثا عن أسرع وضعية تسوقك الى النوم، وتمر الدقائق فتستحيل ساعات، ولا شيء سوى التفكير، تفكر·· تفكر·· تفكر: تبا لهذا النشاط الذهني اللاإرادي! أخيرا·· يأتي الفرج، فها هو ذا "مورفيوس"، إله النوم، مقبل عليك يمد ذراعيه، وما هي إلا لحظات إذ بك تغط في نوم عميق!
تحلم، وأحلامك جميلة حينا، وبغيضة أحيانا كثيرة، أمامك جموع المتخلفين، تراهم يضحكون، يضحكون عليك، ويسخرون، يسخرون منك! تحتج، تغضب، تصرخ فيهم قائلا: "إليكم عني أيها الحمقى، فوالله ما من فكرة استحوذت علي إلا ولكم فيها صالح، وما من أمل غمر قلبي إلا ولكم فيه نصيب! فما بالكم في كل يوم تئدون الفكرة تلو الفكرة، وتغتالون الأمل تلو الأمل؟!"·
تفيق من نومك، تجتث اليأس من قلبك، تستقبل يومك كعادتك كل صباح بهمة ونشاط، تضيء عقلك فكرة جديدة، ويملؤ قلبك أمل نبيل، وشيئا فشيئا تخبو الفكرة، وشيئا فشيئا··· يموت الأمل! هكذا هي أيامك أيها··· المجنون!!
إن كان للتخلف من فضيلة، أو إن كان المتخلفون سعيدي الحظ حقا، فما ذلك إلا لأنهم لا يشاطرونك الهم، ولا يشعرون بما تشعر، ولا يرون ما ترى!
ملاحظة: هذا المقال إهداء الى أولئك الذين حرمتهم الطبيعة من "نعمة" التخلف، وإن هم إلا قليل!!

ليست هناك تعليقات: