الأربعاء، 29 يوليو 2009

لنتجاوز ساجد إلى حاكم!

طالبني بعضهم ممن أكن لهم كل احترام وتقدير بضرورة الرد على الزميل الدكتور ساجد العبدلي، والحق اني ترددت في الرد على زميلنا الفاضل لسبب وجيه، فالزميل سبق وأن كتب مقالاً بعنوان «حاورهم ضرباً»، وهو المقال «الأكثر شهرة في الصحافة الكويتية» رغم قدمه، والسبب وراء كتابة ذلك المقال الشهير هو مهاجمة الكتّاب المعارضين للمشروع الذي تقدم به النائب الفاضل وليد الطبطبائي حول «قانون العقوبات الشرعية»، وكي أضع القارئ في السياق الذي كتب من خلاله الدكتور «العبدلي» مقاله المذكور، فإني أدعوه إلى قراءة الاقتباسين التاليين:
1 - «وكان د.ساجد العبدلي عبّر في مقال شهير بعنوان «حاورهم ضرباً» نشر يوم 2/8/2001 عن استيائه الشديد من معارضي مشروع «قانون العقوبات الشرعية»، ممن يكتبون في الصحافة الكويتية، وقال إنه لا يفيد معهم الحوار بعد الآن، و«لا يكفي أن نتجاهلهم ولا أن نمد الأرجل في وجوههم، بل صرت على قناعة بأن أمثالهم لا ينفع معهم إلا الحوار ضرباً بالنعال على الوجوه». وللقارئ أن يتصور أبرز نقاط مثل هذا «الحوار» الذي سيتم بالنعل النجدية... والباتا! وقد عبر د.العبدلي، في مقال لاحق بعنوان «عندما صار النعال نجماً»، 2001/8/12، عن دهشته من أن «نعاله ستصبح الأكثر شهرة في تاريخ الصحافة الكويتية!».
من مقال «الحوار السلفي- الأميركي»، للزميل الفاضل خليل علي حيدر، جريدة الوطن، 29 يناير 2004.
2 - «أحد منتسبي الحركة (السلفية) من صغار السن دعا صراحة في مقالاته إلى الحوار ضرباً «بالنعال» مع المعارضين ثم غير أسلوبه إلى الحوار بالسيوف بشكل فج ومثير». «جريدة الطليعة 17 أغسطس 2001»
إذا كان الدكتور «ساجد» مازال متمسكاً بهذا النوع من الحوار، فإني لا أفهم كيف يستطيع الزميل الفاضل التوفيق بين الدعوة إلى محاورة معارضي «قانون العقوبات الشرعية» من خلال ضربهم «بالنعال على الوجوه»، وبين التأكيد على أن «حزب الأمة» حزب يحرص على «أهمية المحافظة على الحقوق المدنية وعلى الحريات العامة للأفراد والجماعات»، ويؤمن أيضا بضرورة «احترام حقوق الإنسان وحريته السياسية والدينية والفكرية والمهنية والاقتصادية»، كما ذكر هنا في «الجريدة»! هل يستقيم الحرص على قبول قانون يجيز التعذيب الجسدي مع الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان؟ بل هل يستقيم الحرص على احترام الرأي الآخر مع الدعوة إلى «الحوار ضرباً»؟!
كنت ومازلت أحلم بذلك اليوم الذي نرتقي فيه بحواراتنا الفكرية وسجالتنا السياسية، ولا أعني بهذا الارتقاء الجوانب الأخلاقية، فهذه أمور بديهية يفترض أننا انتهينا من تعلمها مع نهاية المرحلة الابتدائية، إنما أردت بالارتقاء الجوانب المتعلقة بمضمون الحوار نفسه، ولكن يبدو أني كنت مخطئاً! لندع، إذن، الزميل الفاضل يلهو بنعاله عندما يتحاور مع الآخرين، ولنتجاوز التلميذ إلى استاذه، وأعني به الدكتور الفاضل «حاكم المطيري»، ففي الرد على هذا ما يغني عن ذاك!
لايمكن فهم الأفكار التي يدعو إليها «حزب الأمة» دون قراءة كتاب «الحرية أوالطوفان» للدكتور «حاكم المطيري»، ولايكمن تلمس خطورة هذه الأفكار إلا من خلال معرفة مفهوم «الحرية» الذي يدعو إليها الكاتب، وهذا هو موضوعنا في المقال القادم!
تنويه:
أتقدم بالاعتذار إلى القرّاء وإلى القائمين على جريدة «الجريدة» الغراء بسبب إعادة نشر مقالي السابق والذي كان بعنوان «شعوب تحدق في السماء»، فقد سبق أن نشرت هذا المقال في صحيفة «الطليعة» الكويتية قبل أكثر من عام، وهو أمر نتج عن «تحميل الملف الخاطئ»!

ليست هناك تعليقات: