الاثنين، 6 يوليو 2009

رجل دين محترم!

محترم، ما في ذلك شك! تراه و تعجب من أمره، فلا هيأته و لا سلوكه يدلان على أنه رجل دين تقليدي؛ حليق الذقن، نحيف، قليل الشراهة عند الأكل، قنوع بما لديه من مال يسير و زوجة وفية·
محترم، ما في ذلك شك! يحاورك و لا يلقنك، يناقشك و لا يخاصمك، وإذا اختلف معك في رأي لا يشهر بك! لا تجد في حديثه تلك القائمة الطويلة من المسلمات، ولا تدلك كلماته و أفكاره إلا على حقيقة أنه رجل من ذوي العقول المتمرسة!
محترم، ما في ذلك شك! يذهب إلى المسجد بهدوء، و يزور أصدقاءه من المسيح في الكنيسة كل يوم أحد، و لا يقاطع صلاة خادمه البوذي في بيته! ينام سعيدا مطمئن البال كل ليلة، ذلك أنه اعتاد حب البشرية جمعاء و دون استثناء!
محترم، ما في ذلك شك! الأصل عنده أن الآخر إنسان قبل أي شيء وبعد كل شيء· يدرك أن للدين روحا واحدة وإن تلون بألف لون، وأن المحبة جوهر الأديان كلها! محترم···أجل محترم، وليس عندي أدنى شك، فهو رجل استطاع أن يدرك سر تلك الكلمة العميقة واليتيمة في آن: التسامح!
جميل أن يتكاثر هذا النوع الأصيل من رجال الدين بيننا، لكن تبقى المعضلة في العثور عليه أولا!! أين لنا برجل دين كهذا؟ و أين منه فيمن ترون في اليوم ألف مرة؟!

ليست هناك تعليقات: