الاثنين، 6 يوليو 2009

بين السمعة والشخصية

أعني بالسمعة كل ما يعتقده الآخرون عنك، أو الصورة التي تقدمها لبقية أفراد المجتمع عنك، أما الشخصية فهي صورتك الحقيقية، أي تلك الجوانب الخفية في ذاتك و المجهولة لدى الآخرين· على ضوء هذين المفهومين، أجد لزاما علي تعريف المجتمع المحافظ على هذا النحو: المجتمع المحافظ هو ذلك المجتمع الذي تكون الغلبة فيه للسمعة على حساب الشخصية، إنه المجتمع الذي تطغى فيه الصورة الناقصة و المشوهة للفرد على الصورة الكاملة و الحقيقية!
المجتمع المحافظ يفرض على الفرد سلوكا يتناغم مع السلوك العام لبقية أفراد المجتمع، من دون مراعاة للفرد من حيث هو كيان مستقل بذاته، و هنا مكمن الخطورة، ذلك أن الفرد في ظل هذا القمع الاجتماعي معرض لرذيلتين لهما انتشار واسع في المجتمعات المحافظة: الازدواجية و الخنوع!
ازدواجية الشخصية لدى الفرد في المجتمع المحافظ تنتج من محاولة التوفيق بين متطلبات السمعة و متطلبات الشخصية، و في حالة فشل عملية التوفيق هذه، فإن الفرد عادة ما يقع فريسة للخنوع أو الاستسلام لبعض قيم المجتمع المحافظ·
قد يكون المجتمع المحافظ أكثر المجتمعات طهارة و نقاوة، لكنه مع ذلك منافق مسرف في نفاقه، و قد يكون المجتمع المحافظ أكثر المجتمعات رهبة و سطوة، لكنه مع ذلك مزيف مسرف في زيفه! ما قيمة أن يكون مجتمع ما محافظا إذا كانت ضريبة هذه "المحافظة" الوقوع في نقائص مثل الخوف و الانكسار و··· الجبن!!

ليست هناك تعليقات: