الاثنين، 6 يوليو 2009

هل الدين بريء من العنف؟

كثيرا ما نسمع من يردد أن الدين بريء من كذا وكذا، وعادة ما تكون هذه الكذا والكذا متعلقة بظواهر سلبية كظاهرة الإرهاب، مقولة إن "الدين بريء" تتضمن فكرة محاكمة الدين، وهذه خطوة جريئة يشكر عليها رجال الدين! لن ندخل كطرف في هذه المحاكمة (لم يحن الوقت بعد لذلك!) لكن لنر إن كان باستطاعتنا أن نجد جوابا لعنوان هذا المقال عند أولئك الذين حاكموا الدين!
أول نقطة تسترعي الانتباه حول نوعية هذه المحاكمة هو أن الحكم فيها يأتي قبل المداولة، فالدين بريء قبل أي شيء ورغما عن كل شيء! إذا كانت هذه هي طبيعة الحكم، فلا نملك عندئذ سوى أن نتساءل عن قيمة تلك القائمة الطويلة من الحجج التي يستميت أصحابها كي يبرهنوا على أن الدين بريء من العنف أو الإرهاب! هذا بطبيعة الحال يعكس سمة مهمة من سمات الفكر الديني، فهو فكر لا يحاول أبدا أن يبحث عن الحقيقة، ذلك أنه يزعم دائما امتلاك هذه الحقيقة! إذا كان فاقد الشيء لا يعطيه، فإن من يمتلك شيئا لا يبحث عنه!!
النقطة الأخرى تتعلق بنوعية الحجج التي تدعم الحكم بأن "الدين بريء"، فهي حجج تعتمد مبدأ الانتقائية لنصوص دينية معينة، متجاهلة في الوقت نفسه نصوصا دينية أخرى قد تحمل دلالة مغايرة! أضف الى ذلك أن هذه الحجج لا تتصف بالموضوعية، فمصدر هذه الحجج هو الدين، وهدف هذه الحجج هو الدفاع عن الدين! من يوضع في قفص الاتهام، لا تطلب منه شهادة على براءته!
قبل قرابة عقد من السنين، كانت المعركة في الفكر العربي تدور بين أفكار عقلانية من جهة، ونصوص دينية من جهة أخرى، في وقتنا الحاضر، يبدو أن النصوص الدينية أصبحت تمثل طرفي النزاع في هذه المعركة، نصوص دينية تردد في المؤتمرات وعلى شاشات التلفزيون، ونصوص دينية أخرى مسجلة عبر الفضائيات أو مكتوبة من خلال المنشورات! في ظل حرب النصوص هذه، سيبقى عنوان هذا المقال معلقا بلا إجابة!!

ليست هناك تعليقات: