الاثنين، 6 يوليو 2009

الإنسان البدائي... والنائب الطبطبائي!

ليست المعرفة وحدها التي تلهب خيال الإنسان، بل الجهل أيضا! الخيال العلمي - مثلا - ما هو إلا ترف عقلي محض، وهو مع ذلك قد يقود الإنسان إلى اكتساب معرفة جديدة، أما خيال الإنسان البدائي فهو نتيجة حاجة ماسة لتفسير ظواهر الكون وأحداثه· كيف كان يفكر الإنسان البدائي؟ وهل تطور الإنسان البدائي يؤدي بالضرورة إلى انقراض العقلية البدائية في التفكير؟!
تعصف الريح بشدة··· لا بد أن يكون إله الريح غاضبا! تهدأ الريح··· زال الغضب!! تكسف الشمس أو يخسف القمر··· يبدو أن الآلهة تتعارك فيما بينها!! تشرق الشمس من جديد ويسطع القمر··· تصالحت الآلهة!! هكذا كان الإنسان البدائي يسبغ على الطبيعة عواطفه وأحاسيسه، ففي ظل انعدام المعرفة العلمية في تلك الحقبة التاريخية، كان الخيال يجيب عن كل سؤال ملح يدور في عقل الإنسان البدائي!
إنسان الوقت الحاضر لا يزال يحمل في داخله ذلك الإنسان البدائي، ففي جوف كل إنسان بالغ طفل صغير يثور تارة، ويقمع تارة أخرى! جميل أن يتجلى هذا الطفل بكل براءته وسذاجته بين الحين والآخر، لكن أن يسيطر هذا الطفل على طريقتنا في التفكير والتحليل فهذا معناه أننا أمام حالة مرضية يجب معالجتها!!
سألت صديقا فرنسيا كم كان عمره عندما اكتشف لأول مرة أن "بابا نويل" ليس له وجود حقيقي؟ وكيف كان شعوره في تلك اللحظة؟ أجابني ضاحكا: "كنت في التاسعة من عمري، وقد شعرت بخيبة أمل كبيرة! لكن هل تصدق أن أخي البالغ من العمر عشرين سنة لا يزال يصدق بوجوده!!"·
يبدو أن عملية الانتقال من المرحلة الطفولية إلى مرحلة البلوغ عملية شاقة بل مرعبة، وهي لهذا السبب قد تكون عملية غير مرغوبة لدى البعض!!

ملاحظة:

النائب الطبطبائي كتب يقول إن المساجد بقيت شامخة أمام كارثة الزلزال! لست معنيا بمضمون مثل هذا الكلام فقد تعودناه، لكن ما يعنيني هو ما يحمله من دلالة! أيهما أثقل في ميزان النائب الطبطبائي: الجماد أم الإنسان؟! مئات الألوف من الأرواح البشرية ذهبت مع الريح ثم يأتي النائب المحترم ليلقي علينا هذه الحكمة!!·

ليست هناك تعليقات: